سورة يونس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


قوله عز وجل: {الر} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: معناه أنا الله أرى، قاله ابن عباس والضحاك. والثاني: هي حروف من اسم الله الذي هو الرحمن، قاله سعيد بن جبير والشعبي. وقال سالم بن عبد الله: {الر} و{حمٌ} و{ن} للرحمن مقاطع.
الثالث: هو اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
الرابع: أنها فواتح افتتح الله بها القرآن، قاله ابن جريج.
{تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} يعني بقوله {تِلْكَ ءَايَاتُ} أي هذه آيات، كما قال الأعشى:
تلك خَيْلِي مِنْهُ وتلكَ رِكَابِي *** هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُها كالزَّبِيبِ
أي هذه خيلي.
وفي {الكِتَابِ الْحِكيمِ} ها هنا ثلاثة أقاويل:
أحدها: التوراة والإنجيل، قاله مجاهد.
الثاني: الزبور، قاله مطر.
الثالث: القرآن، قاله قتادة.
وفي قوله {الحَكِيمِ} تأويلان:
أحدهما: أنه بمعنى محكم، قاله أبو عبيدة.
الثاني: أنه كالناطق بالحكمة، ذكره علي بن عيسى.
قوله عز وجل: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ} قال ابن عباس: سبب نزولها أن الله تعالى لما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكر العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد، فنزلت هذه الآية.
وهذا لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الإنكار والتعجب مَن كفر من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جاءهم رسول منهم، وقد أرسل الله إلى سائر الأمم رسلاً منهم.
ثم قال: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَآمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِهِّم} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أن لهم ثواباً حسناً بما قدموا من صالح الأعمال، قاله ابن عباس.
الثاني: سابق صدق عند ربهم أي سبقت لهم السعادة في الذكر الأول، قاله ابن أبي طلحة عن ابن عباس أيضاً.
الثالث: أن لهم شفيع صدق يعني محمداً صلى الله عليه وسلم يشفع لهم، قاله مقاتل بن حيان.
الرابع: أن لهم سلف صدق تقدموهم بالإيمان، قاله مجاهد وقتادة.
والخامس: أن لهم السابقة بإخلاص الطاعة، قال حسان بن ثابت:
لنا القدم العُلْيَا إليكَ خَلْفَنَا *** لأَوَّلنا في طَاعَةِ اللَّهِ تابعُ
ويحتمل سادساً: أن قدم الصدق أن يوافق الطاعة صدق الجزاء، ويكون القدم عبارة عن التقدم، والصدق عبارة عن الحق.


قوله عز وجل: {يُدَبِّرُ الأمْرَ} فيه وجهان:
أحدهما: يقضيه وحده، قاله مجاهد.
الثاني: يأمر به ويمضيه.
{مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ما من شفيع يشفع إلا من بعد أن يأذن الله تعالى له في الشفاعة.
الثاني: ما من أحد يتكلم عنده إلا بإذنه، قاله سعيد بن جبير.
الثالث: لا ثاني معه، مأخوذ من الشفع الذي هو الزوج لأنه خلق السموات والأرض وهو واحد فرد لا حي معه، ثم خلق الملائكة والبشر.
وقوله {إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} يعني من بعد أمره أن يكون الخلق فكان، قاله ابن بحر.
قوله عز وجل: {إِنَّهُ يَبْدَؤُأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يَعِيدُهُ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه ينشئه ثم يفنيه.
الثاني: ما قاله مجاهد: يحييه ثم يميته ثم يبيده ثم يحييه.


قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} فيه تأويلان:
أحدهما: لا يخافون عقابنا. ومنه قول الشاعر:
إِذَا لَسَعَتْهُ النّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا *** وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوْبٍ عَوَامِلُ
الثاني: لا يطمعون في ثوابنا، ومنه قول الشاعر:
أَيَرْجُوا بَنُوا مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي *** وَقَوْمِي تَمِيْمٌ وَالْفَلاَةُ وَرَائِيَا

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8